يعاني 70 ألف طفل مغربي من التوحد من بين 200 ألف حالة إصابة بالانطواء، حسب محمد ساجيدي، رئيس جمعية «ليا من أجل سامي» المغربية- الفرنسية، حيث إن طفلا واحدا من بين 150 طفلا يولد مصابا بالمرض، وفق آخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية. وذكرت آخر دراسة أعلن عنها بانجلترا أنه توجد حالة واحدة للانطواء في كل 66 ولادة، والأخطر في مرض الانطواء أنه يتم التعامل معه على أنه خلل عقلي، في حين أن الطفل التوحدي قادر على الاندماج في الحياة إن هو تلقى معاملة خاصة، حيث إن العائق الذي يحول دون اندماج الطفل المصاب وإدراكه وحالة الانطواء التي يغرق فيها هي فقط نتيجة إهمال المجتمع له، يؤكد ساجيدي.

ويوجد أزيد من 67 مليون شخص مصاب بالانطواء على المستوى العالمي، وهو عدد، يضيف رئيس الجمعية المذكورة، آخذ في الارتفاع نظرا للتهميش الذي يعانيه المرضى وعائلاتهم، لأن المرض غير معروف والاحتياجات الخاصة للمرضى غير معترف بها، وهو «الخطأ الذي وقعت فيه أغلب الدول حتى الغربية منها، حيث إن فرنسا تسجل بها 50 سنة من التأخر في ما يخص مرض التوحد» بالنظر إلى دول أخرى مثل كندا والسويد وأمريكا، التي تواكب المرض والمرضى عن قرب من خلال وضع برامج تربوية وعلاجية جديدة وبكيفية مستمرة.

ويؤكد ساجيدي أن جمعية «ليا من أجل سامي»، التي تأسست في يناير 2001 بباريس، ومقرها في المغرب بمدينة الجديدة، بعد أن وقفت على أن مرض التوحد غير معروف بالمغرب ويتم ربطه بالصرع أو المرض العقلي، حملت على عاتقها عبء تحسيس عائلات المرضى وحاولت عقد شراكات من أجل الرفع من قيمة حياة الأطفال المرضى، إذ إنها دأبت منذ تأسيسها على تنظيم دورات تكوينية بصفة منتظمة يتم فيها استقطاب أطباء متخصصين في الانطواء من دول رائدة في المجال، حيث حددت 2005، رسميا، سنة الانطواء بالمغرب، ونظمت حملات تكوينية للأطباء العاملين في مجال الإعاقة حول الفحص المبكر للمرض.

وقال رئيس الجمعية إن وزارة الصحة المغربية مطالبة بالتحرك للسيطرة على المرض، حيث إن الاكتشاف والتشخيص المبكرين كفيلان بوضع طفل مصاب في سياق حياة طبيعية كغيره من الأطفال.

والمشكل الأساسي بالنسبة إلى الطفل التوحدي هو أنه «لا يعترف بكل ماهو خيالي، وأن قدرته على تخيل الأشياء والفهم العميق والتحليل شبه منعدمة، غير أن إدماجه والتعامل معه بنوع من البساطة وتيسير المفاهيم إليه سيجعله مندمجا مع محيطه بشكل كبير». وأضاف ساجيدي أن حالة العنف والهستيريا التي تظهر عند بعض الأطفال التوحديين «ناتجة عن جهلهم بالأشياء وعدم اكتراث الآخرين بهم، وبقاء الوضع على هذا الشكل يعني الحكم عليهم بالموت البطيء»، فالطفل التوحدي ليس بحاجة إلى أدوية أو مسكنات بقدر ما هو بحاجة إلى طريقة في التعامل والتكوين بكيفية متجددة، لأن وضعه يكون في تقدم مستمر.