سجل تقرير منظمة الصحة العالمية، حول “الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية”، تضاعف عدد حالات الانتحار بالمغرب ما بين سنتي 2000 و2012، ليبلغ التغيير الحاصل في ظرف 12 سنة نحو 97.8 في المائة من عدد الحالات، مسجلا بذلك ارتفاعا من 2.7 سنة 2000 إلى 5.3 حالة انتحار في كل مائة ألف مغربي سنة 2012.

وكشف “التقرير الأممي 2014″، المنشور على موقع “منظمة الصحة العالمية الالكتروني”، عن انتحار 1628 مغربيا خلال 2012، 87 في المائة منهم رجال، بنحو 1431 حالة انتحار، و198 حالة منهم نساء. ولاحظ التقرير فيما يتعلق بالشرائح المقبلة بكثرة على الانتحار، إقدام شريحة المسنين بالدرجة الأولى على هذه الآفة، إذ وصل معدل الانتحار بين هذه الفئة 14.4 حالة من كل مائة ألف نسمَة في سنة 2012، فيما يبلغ المعدل بين كل الفئات 5 حالات لكل 100 ألف نسمة.

وفي قراءة لأرقام تقرير منظمة الصحة العالمية حول “الانتحار والوقاية منه”، صرح أخصائيون،  أننا كنا قد توقعنا أن تتنامى نسبة الانتحار في المجتمع المغربي، وذلك لتضافر عدة أسباب على رأسه؛ ضعف منظومة القيم باعتبارها ذاك الرادع الأخلاقي الذي يحمل الإنسان على التفكير في العواقب، إضافة إلى تراكم الإحباط والعقد نتيجة التطلع لتغيير المستوى الاجتماعي ما يجعل الإنسان ينزع نحو الانتقام من الذات، وتحول العدوانية الخارجية نحو العدوانية نحو الذات.

بينما ذهب آخرون إلى أن  ظاهرة الانتحار في المجتمع المغربي  تعد ظاهرة مستحدثة من حيث كمية عدد المنتحرين، في مجتمع يمتلك منظومة قيمية تحضه على قدسية الحياة وعلى احترام كرامة الفرد والنفس، كما تعتبر ظاهرة الانتحار ظاهرة مركبة كما هو حال الظواهر الإنسانية التي تدخل فيها أبعاد نفسانية قد تدفع بالإنسان نحو الانتحار، وفي مقدمة تلك الأبعاد الاكتئاب، إضافة إلى بعض الاضطرابات العقلية ومنها انفصام الشخصية، لكن الجديد في الظاهرة أنها بدأت في الانتشار في شرائح اجتماعية متنوعة